في العام 1947، فيما كان الخبراء يبحثون عن "كبريتيد النيكل والكوبالت"* في بلدة "يُحمر" في سهل البقاع اللبنانيّ، عثروا على صخور وحيوانات بحريّة متحجّرة شبيهة بالبيئات الصخريّة التي تتكوّن عادةً بالقرب من حقول البترول، وعلى الفور تمّ إنشاء شركة بهدف كشف حقيقة هذا الأمر. أكّدت هذه الشركة أنّ هذه المنطقة غنيّة بالبترول ولكنّ كلفة استخراجه مرتفعة جدّاً.

لهذه الغاية، تمّ الاتّفاق على تكليف شركة "وسترن باسيفيك" (Western Pacific) بإجراء أنشطة الاستكشاف على نفقتها الخاصّة، مقابل إعطائها حصّة محدّدة من الأرباح في حال نجاحها وحسب، أمّا إذا فشلت فعليها أن تتكبّد وحدها كلّ الخسائر.

في العام 1953، أنهت الشركة تركيب كلّ المعدّات والماكينات اللازمة في المنطقة، ودعت رئيس الجهوريّة آنذاك السيّد كميل شمعون وزوجته، مع وزراء ومسؤولين وصحافيّين لحضور حفل الافتتاح. أطلقت السيّدة زلفا شمعون أوّل آليّة حفر متمنّية أن تساهم في استخراج الذهب الأسود من الأرض. (هذا المقال مأخوذ من إحدى الصحف الصادرة في العام 1953).

تمّ حفر سبع آبار في البرّ اللبنانيّ بين العامَيْن 1947 و1967 في تربل، والقاع، وعبرين، وتل ذنوب، ويحمر، وسحمر، وعدلون. وتمّت ملاحظة وجود غاز طبيعيّ وبيتومين فيها.

*مادّة الكوبالت موجودة في كلّ موادّ كبريتيد النيكل الخام. يُستعمَل الكوبالت بشكلٍ أساسيّ كمعدنٍ حرّ، لا سيّما في إنتاج بعض السبائك ذات أداء فائق.